الدعم النفسي.. حين تدير الحياة ظهرها للضحايا

الدعم النفسي.. حين تدير الحياة ظهرها للضحايا

أكرم صالح

الطبقة

بعد 16 سنة من الدراسة خارج سوريا، عاد الدكتور عبد الفتاح إلى مسقط رأسه في الطبقة، وافتتح مركز «ذات» الدولي، وهو مركزٌ صحّي، يقوم فيه بتدريب الناس على تجاوز الأزمات النفسية التي عانوها خلال فترة سيطرة داعش، ممن رأوا مشاهد الإعدام أو تعرضوا للضرب والتعذيب، وعانوا من أزمات نفسية مختلفة كالاغتصاب.

الدكتور عبد الفتاح حميدي، استشاري حاصل على شهادة الدكتوراه في العلاج النفسي من جامعة لبنان، يستقبل، على الدوام، في مركزه زواره الذين يعانون اضطرابات نفسية أو يواجهون مشاكل في حياتهم، ومن ضمنهم النساء المعنّفات، واللواتي يتعرضن للتنمر المجتمعي، أو الضرب على يد أزوجهن وأهاليهن.

حتى الآن قام عبد الفتاح بتدريب نحو /1500/ شخص عانوا من صدمات وأزمات نفسية، من بعدها اتجه لتأسيس منظمة «سواعد الفرات» لمساعدة ورعاية الأطفال الأيتام الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم، كذلك أطفال المخيمات.

بحسب عبد الفتاح فإن هذه الاضطرابات خلقت لديهم سلوكيات عدوانية أثناء حضور جلسات العلاج النفسي، ومنهم من يقوم بالدفاع عن جلّاده بسبب اضطراب السلوك والتعب النفسي والتعذيب المستمر، حتى وصل الأمر مع البعض منهم للانتحار وإنهاء حياته، وهذا تطلب العمل الدؤوب والمستمر لمساعدة الشخص على التخلّص مما يعيشه والعودة للحياة الطبيعية بسلوكٍ سوي.

النساء كنّ الفئة الأكبر من الضحايا، فقد واجهن السلوك العدواني من الضرب والتعنيف وحتى الاغتصاب، المرأة التي عاشت فترة حكم داعش عانت من طمس هويتها، وكذلك زواجها من شخصٍ لا ترغب به. يقول عبد الفتاح «قابلت امرأة تعرضت لأكثر من خمسين حالة اغتصاب ووصلت لحالة “الاكتئاب السوداوي”، أي الانتحار».

يوجد في المركز جناح خاص لمساعدة الأطفال الأيتام على التخلص من أزماتهم النفسية وإعادتهم إلى طفولتهم، فهناك بعض الأطفال الذين يمتلكون سلوكًا عدوانيًا، يذكر ذلك الدكتور عبد الفتاح قائلًا: «أحد الأطفال ربط حبلًا على عنق طفلٍ آخر، وأراد قتله لولا تدخّل فريق المركز لمساعدته»، بالإضافة إلى أن الأطفال كانوا في البداية مهيئين للقيام بأي سلوكٍ عنفي، فهم رأوا كل شيء خلال معايشتهم لحقبة حكم داعش على المنطقة، من سلاحٍ وجثث وإعداماتٍ ميدانية؛ فالطفل يتم تربيته حتى يكون مجردًا من الطفولة نهائيًا.